Thursday, February 08, 2007

بابا الجديد

مع السلامة يا حبيبتي
هكذا نطقها .. احرفها مغمورة بنكهة النعناع
فرشاة اسنانة تمارس رياضاتها الاثيرة .. تزلجها الرشيق علي اسنانة جليدية البياض يحدث صخبا, ايقاعاتة الراقصة يدقدق الصمت فيطحنة و ينثر شظاياة الملونة مع شعاعات الشمس
كان هذا في احد الصباحات شديده العادية
حقيبتي علي كتفي واوراقي في يمناي اضعهما علي الطاولة و القي نظرة خامسة كانت او سادسة علي سطح المرايا للتأكد من تمام هيئتي

دبابيسي النافرة البارزه دوما من طرحتي – مهما كان نسيجها – يحيرني
فهي في حالة تأهب دائم للسقوط
و حالات انتحارها تلك تصيبني بالغيظ و تصيب امي بالجروح في قدميها
اخلع الدبابيس و عويناتي الطبية تختلس نظرة الي الساعة في معصمي
عقارب الساعة تلدغ قلبي .. فهي مع كل قفزة تذكرني بأن خصم نصف يوم او كلمتين صفراوتين تنتظراني علي باب مكتبي
استغفر ربي الكريم و اطلق زفرة لونت سطح المرايا ببخار ناعم .. اعيد ترتيب دبابيسي في طرحتي بعد احكام لفها
اشد حقيبتي و اوراقي واتجة مسرعة صوب الباب و اخبر ابي اني ماشية .. و اني متأخرة .. و ان يومي طويل وان فطوره علي الطاولة و ان شايهٌ يغلي علي النارعليه ان يصبه قبلما يتبخر
افتح الباب و اهم بالخروج .. فاذا بكلماتة الغريبة تسيل من فمة مع معجون الاسنان
مع السلامة يا حبيبتي خللي بالك من نفسك
اتسمر في مكاني لحظة
استعيد كلماتة ثانية .. اشك في ان عطبا اصاب اذناي هذه الايام فهي كثيرا ما تخطئ السمع
انزلت حقيبتي برفق و وضعت اوراقي بجوارها علي الطاولة
فمة هذا الذي طالما ابكاني نقدة اللازع .. و سهرني في سريري افكر في خطط الانتقام !!
لطالما جلدتني قسوتة المبررة بخوفة عليّ
لا بد ان اذني اضحت خربة .. اوصل سوء السمع بها الي هذا الحد ؟
التففت .. خطواتي الحذرة تتحرك علي الارض ببطء و حرص خشية ان ينكسر قشر البيض تحتها
-بابا
-ايوه يا حبيبتي
قالها ثانيه .. يقصدني انا .. يقصد انني حبيبته
هشمت كل البيض تحت اقدامي بقفزاتي السعيدة غير المصدقة
وتقلتت من حلقي بل من قلبي ضحكة قصيرة حادة التون
قلت .. لا .. مفيش .. انا كنت بقول اني خلاص حالا ماشية فمع السلامة يا حبيبي