Wednesday, August 30, 2006

الي الحنين .. و اصحابه

سيدي الحكيم

اعزر لي تجرئي علي اقتحام عزلتك ألاختياريه .. ولكن الأمر كما ستري شديد الاهميه ..

يقر الجميع انك حكيم الزمان الأخير .. و الأوحد إن جاز التعبير.. لذا يتسابق الافتراضيون لخطب ودكم الكريم

كان للمحزون فاوست و صديقه أمين المكتبة الفضل في ارشادي اليك وقد عملا علي إقناعي بان اسلك إليك سبيلا .. عل الشفاء يكون بإذن الله علي يديك الطاهرتين ..

لا اعلم ان كان بوسع حكيم مثلك يقطن البلاد البعيدة يعكف علي صهر الفلسفات العريقة في البوتقة الجصيه بعد مزجها جيدا بماء الورد واضافه قطرات النور المنخول إليها .. أن يمنحني جزء من وقته الثمين .. يقرأ فيه رسالاتي الملائي بانات الشكوى .. لكني أؤكد لك ثانيه أن الأمر شديد الاهميه .. وأكاد اشعر انه بكرمك و دماثة خلقك لن تتواني عن دحض كل ألامي و أحزاني ريثما يتحقق لك أنها سبب النخر في عظامي العليلة

أعلمك سيدي مبتدأ أن أمين المكتبة لا زال يعاني من نوبات البرد المزعجة برغم حزره الدائم و حرصه الشديد علي فتح نوافذه باكرا لشمس الصباح المتأنقة .. وشربه كميات من عصير الليمون .. يبلغك تحياته و تحيات بطته البرية .. ويؤكد لك أن خطاباته لك التي تعثرت بسبب مرضه الأخير لن تنقطع إن شاء الله بعد تمام عافيته ..

يذكر الفتيان دوما قصه نزولك من كوخك اعلي الرابية في اليوم العاصف.. وكيف أن الصواعق كادت تفتك بنعجتك الرضيعة مرات عديدة لولا رعاية الرب الإله..

أما مثيلاتي من قاطنات الوادي الرحب فلا تخلو أحاديثهن حول نار المدفأة في ليالي طوبه التي تجعل الشابة كركوبة ..من سرد الحكايات الطوال الملئي بالاعاجيب حول قدراتك الفائقة في تحويل صحاريهن الجدباء الي وديان تنافس خضرتها و نضاره زروعها وادينا العتيق ..

سيدي ..سمعت كما سمع القوم ها هنا بقدراتك الغير عاديه علي قراءه القلوب .. و بشفافية مطلقه تستطيع أن تعرف كل الخبايا لذا فلن أطيل رسالتي بسرد بيانات شخصيه قد تبدوا معروفه لديك مسبقا ..

اظنك تعلم الان يا سيدي الحكيم مدي شوقي للقاءك .. فالأحوال ها هنا تزداد سوءا يوما بعد يوم ..

ولم اعد قادره علي مواصله الحياة بتلك الطريقة ..

حتى آلتي الموسيقية ذات الوتر الوحيد فقدت قدرها علي الوصال .. يصيبها ذعر شديد كلما همت أصابعي بلمس أطرافها الخشبية .. حاله من النفور لا ادري كنتها ..

محاولاتي المتعددة في استجدائها لم تفلح .. حتى إنني في المرة الاخيره صبيحة هذا اليوم جثوت علي ركبتي أمامها وتمتمت برجاءات تصل الي حد التضرع .. أن تعود اللي .. لنكمل سويا رحلتنا في البحث عن النغم المفقود .. لكنها أيضا لم تلق بالا.. و لم تعبأ بأنهار الدمع الهادر ه من بلورتين ارهقهما طول السهاد ..

قبل ان اكتب امضائي و تاريخ اليوم اسفل الخطاب وصلني الرد الحكيم من الحكيم

يقول الحكيم "

ابنتي ..

ان ما كان قد كان .. و ما سيكون قد كان ايضا .. فلا تخافي ولا تحزني .. و ابشري ..

ان يكون قلبا نقيا طاهرا كقلبك في زمن القحط لهو البُشري ..

اري قلبك يترقرق بنورمنهمر .. اري روحك معموره بخير الاحبه ..

كلاما لم تنطقه احرفك المكتوبه قد استشعرته ..

اعلم يا ابنتي ما تمرين به من كروبات متواليات متلاحقات متلاصقات .. كان الله معك يا ابنتي .. فهو ارحم الراحمين و هو اقرب الينا من حبل الوريد ..

مراتك يا بنيه تتألم.. تتوجع وجعا مبرحا .. فامسحي عنها الاوجاع ..

ان تنفخي روحا باسمه من اسمك المنطوق في وجهها تضحي هي اسعد حالا

لا تتردي ..

لا يفعلن ذلك غيرك .. تشجعي .. تزودي بالتقوي .. فانها خير زاد ..

فأمرا بينكما ليس يسيرا ..

اعلم ان تاريخ طويل لم يظفربوجودكما سويا.. تخطئ الساعات احيانا في حسابات الزمن .. فلا تبالي ..

جئتما الي هذا العالم ربما لتكملا احداثا قد بدأتماها سويا منذ ازمنه سحيقه و في اكوان غير مرئيه ..

تعلمين و يعلم… و الله اعلي و اعلم

تألفينه ويألفك منذ الاتفاته الاولي .. منذ اول باء تبعتها سين ثم ميم فهاء مربوطه بحبل متين .. تشد اسمك اليه شدا .. تشدك اليه كلك شدا .. فما بال المرايات اضحت جاذبه كمغناطيس ضخم و انتي يا ذات المعدن الطيب بلا اراده تذهبين .. مع كل ما قاومت لا تقدرين ..

بنيتي .. لا ازعم ان نسيانا قد يهب فيمحي الذي كان و الذي سوف يكون ..

لكن رباطا قويا ان نما بينكما .. نبيلا شريفا صادقا لهو خير

كونا الخير حيث تشكل و تجرد و تبسم .. لا تخافا و لا تحزنا ..

ابشرا باحفاد اذكياء .. يسألون .. هل من نصف و نصف اخر .. هل يلتقيان ابدا ؟

اجيبا ان نعم .. لقد علمتما ان نعم .. لقد عشتما هذه النعم ..

و بشري للصابرين الصادقين

4 Comments:

Anonymous Anonymous said...

مبدعة أنت يابسمة ، فى كل مرة تكتبين نصا تتفوقى فيه على السابق ، متمكنة جدا من أدواتك وتملكين خيال خصب وروح متقدة .. هذا النص من أجمل ماكتبتى
ولكن لماذا لم تذكرى كل ماقال لك الحكيم .. ألم يذكر أن لكل إنسان منا - كما فى الأساطير- سبعة يشبهونه ، هم الصورة المتطابقة .. فقط.. لكل شبيه جزء بسيط صغييير غير مرأى يجعله لايصلح لأن يشكل معك دائرة كاملة بل هو النصف المتمم لنصف آخر.. و..من الستة الآخرين يوجد النصف المتطابق والمتمم لك لتصبحوا الدائرة المغلقة دون أى فراغات
ألم يقل لك الحكيم أن تنتظرى بصبر وأنتى تعزفى بقيثارتك .. وريشتك .. وقلمك ..وأن تتطلعى إلى شمسك فلا تفقدى أيام عمرك في الحزن على مالاتملكين حتى يصل إليك من تنتظرين .. نصف الدائرة المطابق .. من سيجعل النصف واحد
فقط أكد عليك الحكيم ألا تتعجلى فكل بأوان .. ألم يفعل؟

بائعة التين

2:53 AM  
Blogger Bassma said...

بلا فعل يا بائعه ولكن الله خلق الانسان عجولا ..

3:38 AM  
Blogger بنت مصرية said...

انتى جميلة اوى يا بسمة
جميلة مشاعرك
وجميل قلمك
:)

9:37 PM  
Anonymous Anonymous said...

شوفتها امبارح بالصدفه واتأخرت في الرد بسبب ظروف عائلية.

متضايقه أو مبسوطه بتكتبي كويس...
لكن لما تكوني مبسوطه بتكتبي احسن
الجزء الأول احسن من الجزء التاني رغم ان الجزء التاني اوقع من الجزء الأول...

كوني مع نفسك يكن العالم معك


الواد.. بتاع البيانولا اللي هايفضل جنبك طول مانتي عايزه وطول مانتي جنبك

2:03 AM  

Post a Comment

<< Home