Thursday, September 28, 2006

رمضان جه يا عيــــــــــــــــــــال

انفض عن فانوسي الفتيِ - ذو الاثني عشر رمضانا - غباره .. فعمر الفوانيس يحسب بالرمضانات المنقوشه دخانا فوق جدرانه الداخليه
شمعتهُ البيضاء بقوامها الرشيق تستقيم عالية شامخة .. تحيا داخل بيتها البللوري الملون .. ساكنه اوقات ..
و مضطربه قلقه اوقات اخري , تنتقل بين الشرفات المزخرفه كأم تنتظر ولدها القادم من البلاد البعيده بعد طول غياب
يبرق زجاجه الملون بين يدي فتشـــرق معه ايامي الراحــــلات
ذكريات اختلط ضوؤها بضي الفانوس الشابك فيها
وفي لحظه خالصة البهاء تحررت من ايامي الشابه و رجعت طفله تجرجر اعوامها الثمانيه كما تجرجر رباط الحزاء و هو تقليد لا زلت محافظه عليه حتي يومنا هذا
اراني بقامه تعلوا عن الارض اشبارا و بساق لا تميز لونها الاصلي من كثره الجروح و الخربشات الناجمه غالبا عن ملاطفات خفيفه بين ساقي و جنزير العجله او بين ركبتي و اسفلت الشارع
صوتي المضفور بصداه ينسكب قبل يدي علي ترابزين السلم
يا عياااااااااااااااااال رمضان جه يا عياااااااال .. يا عيال رمضان جه
اقدامي لا تكاد تلامس الارض ..أمزج الخطاوي الصغيره فوق السلمات و اختزل الدرجات الاخيره في كل دور بقفزه عالية
الخطوط الخارجيه لصياحاتي مشغوله بماء الفرح .. و هــو لو تعلمون اكثر بريقا من ماء الذهب
اصابعي الضاغطه علي اجراس الابواب تستدعي الجموع المتفرقه بين الديار
تستقبلني الامهات بأباد تقطر صابونا و اخري تنتهي اطرافها الحنونه بمعلقه او مغرفه .. و الوجوه المُشَبَعه بالنظرات الزاجره او بالابتسامات المعاتبه هو النتيجه الطبيعيه للجلبه و الهوليله المصاحبه لوجودي في الحياة دوما
اخبرهن انه رمضان .. ها قد جاء اخيرا ..
رمضان الكريم الجميل العامر بالقطايف و الكنافه و بوجي و طمطم .. مضاء ليله بالفوازير و الفوانيس و نهاره منثور بسخاء حول الزينه و الورق الملون
أستدعي ابناء الجيران فيأتي كل بزخيرته من الكراسات القديمه و الحبال و اطباق النشا الساخنه و المقصات و كل ما يلزم لعمل افرع زينه لا تضاهيها زينه في اي شارع من الشوارع المجاوره و في المنطقه كلها
العيال يتوافدون .. يأتون من كل فج عميق بابتسامات طازجه يبلل نداها الافواه الخاليه غالبا من بعض الاسنان الطفله و المستعده دوما لاستقبال اسنان تشبه اسنان الكبار حجما و وقوه و صلابه
حبال الزينه طويله ممدوده تربط بين بيتنا و بيوت الجيران فيزيد الوصال توطدا
الجيره و العشره و معهما حبال الزينه تجعل البيوت العامره اكثر دفئا .. اكثر قربا .. وكأن الزينه تشد اطراف البيوت في الشوارع و الحواري بعضها الي بعض فتتضاءل الحواجز و المسافات
رمضان الكريم الجميل يأتي دائما و معه بهجه لا تبرحه وان كبرنا و استعدنا سنواتنا المخزونات في الجلباب الفضفاض للحظة البهية
اعود فاتذكر اول يوم صُمته حتي الظهر و اول يوم حتي العصر و اول يوم شاركت الكبار في مائده الافطار بعد سماع المدفع و الاذان
طعم الخشاف يبلل ريقي .. و شموع الفانوس تزوب ومعها سنواتي شمعه وراء الاخري ..
اكبر انا و يظل فانوسي محاط بعمر الطفوله و احلا مها الهائمه

6 Comments:

Blogger Gazzer said...

اه لو كان بمقدورنا نقش طفولتنا داخله لإستعادتها رمضان بعد رمضان

كل عام و أنت بجمال

7:09 AM  
Anonymous Anonymous said...

وعجبي!!

رمضان كريم وكل سنه وانتى طيبه..

عامة انا اللى خلاني ارد هي جمله بس مش فى البوست ...

حتى نلتقى مرة أخرى ..

ليو

8:21 PM  
Anonymous Anonymous said...

الله يا بسمة البوست ده جميل قوى صغرت معاه تلاتين سنة وأفتكرتنى وأنا بقص زينة رمضان وبعلقها فى الشارع على فكره انا بقيت أحب أتابع المدونات وخصوصا مدونة حواديت وطبعا مدونتك بس ده أول مرة أكتب فيها تعليق على مدونة وأتمنى متكونش الأخيرة
نفيسة

3:52 AM  
Blogger بعد الطوفان والجو شبورة said...

على فكرة بقى ... كل سنة و انتى طيبة جداً

11:10 PM  
Blogger Gemyhood said...

البوست دة مش على مستوى كتاباتك يا بسمة

بس كدة افهمى انتى بقة

6:47 PM  
Blogger Bassma said...

جاسر كل سنه وانت طيب و جميل
ليوناردو الله اكرم
نفيسه النفيسه فعلا بجد بجد فرحت اوي بتعليقك هنتقابل قريب و نحكي كتير عن كل الحجات .. تحياتي
بعد الطوفان علي فكره بقه .. كل سنه و انت بخير و جمال
جيمي مش عارفه اقول ايه .. جايز في المرات الجايه استرد قدرتي علي الكتابه بشكل افضل.. و جايز افقدها للابد .. علي اي حال اسعدني جدا وجود تعليق ليك هنا

12:13 AM  

Post a Comment

<< Home