Friday, November 16, 2007

و للحنين ايضا .. مواسم

يقف الخريف علي بابي طارقا كساعي بريد رمادي الزى و البشرة و الأخبار
يحمل لي في جعبته الوصايا المألوفة و جديد القصص المطوية بعناية داخل العناوين البعيدة والغيابات السحيقة للسفر
يأتي تسبقه أنفاسه اللاذعة حاويا في عـتق الحقيبة مستطيلات ورقيه من حنين و صحبة كدت افقدهما في زحمة الحياة
وهذا الاغتراب الأزلي
فأهلا بالخريف مصحوبا بموسم الحنين و خزانة الملابس الشتوية تتدحرج داخلها كرات النفـتالين البيضاء .. و الذكريات
********************
هل نضب المعين ؟ .. في خطابة الأخير الذي انتظرته شهرا أو يزيد سأل الشاطر الرحال .. هل نضب المعين ؟
لم لا تكتبين ؟ لم لا تخبري العالمين أن في هذه البقعة المباركة نحيا فتاه بقلب نابض
و عقل أرهقه البكاء و الصراخ و الحنين ؟
أجبت في سري أن لا .. بل هي مشاعري التي تأبي و أن ابذلها علي قارعه الحياة
يتصفحها المارة سريعا .. يمصمصون الشفاه
و بتمتمات مشفقة ـ غالبا ـ يتلفظون .. ثم غير مأسوف عليهم يرحلون
لم ينضب المعين أيها الشاطر الراحل إلي البلاد البعيدة
بل هو الحنين .. يأبى و أن ينسكب علي قارعه الطريق فتتحـاشــاه أقدام المارة و أنوفهم بتأذ ملحوظ شديد
فللحنين رائحة .. إن عرفتها الأنف مره .. عـُـذبت بها عمر مديد
********************
عن رغبتي في السفر إلي هناك سأل رسول القمر الأزرق
رحلة إلي هناك هي هدية أهل القمر الأزرق إلي في عيد حبي الأول
و الرحلة لا تتكلف سفينة أو صاروخ .. فقط قلب حبيبي الشاطر مشبوكا مع قلبي .. و حلم جديد
ارض القمر الأزرق تسكنها مخلوقات غير بشرية بصفات أكثر ادمية من أي من صادفت علي وجه تلك الارض .. هكذا أنبأني الرسول
فرصة رائعة.. هكذا أجبت .. لولا أني سمكة صغيرة شقية مولودة في برج الحوت الفضي
و لا اخطر علي السمكات الصغيرات من القمر
مده و جزرة .. بياضه و زرقة عينيه الغريقة في الليالي النصفية