Monday, January 14, 2008

بــــــدور

ربما الوحدة و الحاجة إلي البوح هو ما يدفعني الي اوراقي دائما .. اجترالذكريات
اتسربل بسواد اللحظة ثم تلاوة آيات النواح و العديد علي ما فات و علي الذكري و الايام الحلوة و الصحبه الاحلي
كم تمنيت لو ان الصدفة لا تخطئني مرة .. والقاها في ذات صباح ..
اتمرغ في رقة وجهها البسام الذي لا يضجرابدا برغم كل المصاعب و العكوسات و الفرج الذي لم يئن بعد له أوان

ولان الصدفة كما أعرفها هي إطلالة مباغتة لغير المتوقع من إطار لوحة لم نعهد وجوده ضمن تكويناتها - زمانا و مكانا - مقتنصا بذلك لحظة تاريخية غاية في الخصوصية و الجمال
فقد كنت أترقب وجهــِك الذي لم اكتف بانتظاره, بل طفقت ابحث عنه بين الوجوه المكدسة المتلاحمة التي تملأ الميادين و الشوارع .. انفاق المترو و مواقف الاوتوبيس .. الاوبرا و امام سينما اوديون .. مع اني اعلم جيدا انك كففت منذ زمن - منذ زماننا - علي ارتياد الاوبرا والسينما.. ولكني فقط يا حبيبتي استميت في ظبط قانون الصدفة بركــنيه المكان و الزمان وايضا غفلة لحظة من التاريخ و الاحداث
هذا الصباح .. حين تهادي المترو داخلا الي رصيف محطتك.. ذكرتك .. سبحت بحروفك و تلوت اوراد
دق قلبي بعنف لا يتسق و انسيابية العربات في ولوجها بمثل الهدوء الذي يعرفه الأعراب و الرفاعية عن حية تسعي بدلال ساعة عصاري بين اكوام الرمال الدافئه - هناك - علي حافة الواحة
اترقب انفراج الشقوق الممدودة فوق شساعة الجلد الأزرق للمترو مفصحاً عن وجهك القمري الحاضر الوهاج .. راغماً انف الشمس و مجبرها علي الانزواء في اي ركن داكن من اركان السحب المفرودة فوق رؤوسنا صباح شتاء
بدأت افرز الوجوه المتشابكة و أفك تراكبها لعلي اسعد برؤيا مُحياكِ
وجهك يا بدور .. اين وجهك السهل البديع .. الذي سيبدو حتما غيرمتسق وهذا القبح العام حيث الوجوه تقطر نوما و مساحيق رديئه فاقع لونها لا تسر الناظرين
اشرئب قليلا و اتحرك بناظري بين السمينات.. فربما قد علق جسدك الهش الرقيق او انزوي بين شحوم الموظفات الراكدات كماء آسن
لا بأس ..محبطة تعود عيوني الي محجريها .. اتمتم اسفة لا بأس .. ربما يوما اخر

تنغلق الأبواب بعد أن تكون قد ابتلعت كماً لا بأس به من انصاف البشر المتكدسات داخل عربة مكتوب فوق نعومة زرقتها الخارجية بصرامة " مخصصة للسيدات "
يعود الحنين الي موضعه في ركن قلبي الداني .. و من شرفتة المطلة علي الاكف الممدوده السائلة وقف يبكي عجزه .. يبكي بعدك يا بدور
و هربا من الارهاق المُفرز بغزارة من تكوينات البشرالهلامية حولي ادرت وجهي ناحية الشباك

باهتة تخلع عنها ثياب البهاء كانت كل الأشياء و العناصر
تمددت فوق كل جميل ساق الشتاء الثقيلة تئد البهجة ساعة الميلاد في تلك اللحظه المنسية من تاريخ الكون
و بذات البطء بدأ المترو سريانه مخلفا وراؤه المحطة ببقايا ناسها و فراغ مقاعدها و طلاسم لافتاتها فوق الرصيف المتراجع
هــو كبريائي يا بدور .. هو غروري الذي يأبي و ان يبيت امام عتبات منزلك ينتظر طلتك .. يستجديك .. يتشبث بقدميك و يتجرجر خلفهما يبكي دموعا حارة تلهب تراب الارض .. يسألك مرارا و مرارا ان لا تتركيني وحيده في خضم الحياه .. فانا بدونك اقل من حصاه ..

وقبل أن تسارع أخر الشجرات الخضر المزروعة فوق الرصيف بانزوائها هي الاخري ليكون زادي في القادم هو حصاد الاسمنت المنثور تحت السماء و فوق الأرض أجدني انتصب واقفة .. فقد شبه الي انها هي .. هي بدور بشحمها و لحمها تقف علي البلاطة الأخيرة من رصيف المحطة
وقبل ان أصيح بصوت مكتوم .. بدووور.. و تحاول يدي أن تلوح بقوة من خلف الزجاج علها تلحظني فوجئت بعدد من النساء يتجمعن حول مقعدي بأعين متذئبة و أنياب كدت أري التماع نصلها ظنا منهن أن مقعدي فريسة سهلة قد حان وقت الانقضاض عليها و اقتناصها ..لكن هيهات
نظرت إليهن بأعين تبدل فيها الحنين و الشجن وسارت بكل جزء فيها شرسة كعين لبؤه تدافع عن صغيرها ..
فوق مقعدي جلست بعد أن ضبطت ثيابي و الحجاب .. متمتمة بصوت متحذلق مسموع .. افتكرتها صحبتي .. بس طلعت مش هي

Tuesday, January 01, 2008

عصيـــــــان

من ركن صدئ اجتاحته كثافة الشباك الواهنة للعناكب ومخلفات الجرزان , بعدما هجرته الفراشات منطلقة الي مثواها الاخير في بطن النور.. تخرج كلماتي العرجاء هذه
تستند باحدي راحتيها علي الحجاره الرطبه المخضره بفعل الطحالب و العفن الممتد فوق الجدران بقبو عقلي , و اليد الاخري تمسك بالساق الاقصر طولا, في محاولة مضنية للخروج من هذا المحبس الاختياري .. شريطة ان تتخفي بعد تمام الخروج متخذه هيئة يرقة مبتسره تتقاذفها اضواء المدينة الــقاهــــرة ليلا

هل يتحتم عليّ ان اقتل ذكري احدهم بداخلي حتي تتسارع الكلمات منقذة إياي من اكتئابات ما بعد الفقد ؟!
لا اعلم حقا لم تستعصي الكلمات علي اوراقي برغم ان عقلي يثقلة تزاحمها و تخبطها داخلة .. حتي لكأنه في نهاية الامر تمني لو استطاع ان يتفاوض بأمر اطلاق سراحها, علي ان تكف هي بدورها عن احداث تلك الاصوات المتراكبة المخيفة حين تتسلل قبل انتصاف الليل بدقائق ثلاث من القبو متجهة الي الغرف الاخري المغلقة منذ زمن بعيد ساعية الي اقتحامها و بدء احتفاليتها اليومية عند انتصاف الليل
******
تتسلل الافكار و الكلمات في غفلة من باقي سكان العقل وأهداب حراسة من أحلام منسية و احداث ملفوفه عتاقتها في غلالات اسود بياضها و اضحي معظمها طعاما للعته
وبعد الاقتحام السلس غير الفوضوي تبدأ الاحتفالية الصخباء بعروض تسجيلية داخل القاعات المظلمة يستعرض فيها كل ما هو قبيح و منسي و مكبوت و حرام .. بالتلازم مع أداء موسيقي صاخب و مشوش يلهب خلايا مخي
وانا في عجزي هذا غير قادرة علي إيقاف هذا الضجيج
اصرخ .. عللي أغطي بصرختي علي توافد الأشياء و العناكب
لكن احبالي الصوتية المقطوعة تجعل من صرختي مجرد تعبير حركي مضحك لجسد ينز منه العرق و قد احمّر وجهه و أشعثّ شعرة و اتسعت بلا حدود عيناه
ابكي .. دموعا كثيفة ..تتحد مع ماء العرق و تضحي بحيرة كبيرة تتقافز فيها اسماك القرش المسكينة .. و التي مع شدة جوعها تتعفف عن أكلي .. لا اعلم لقبح فيّ .. او لدماثة خلق فيها
هجراني .. هدوئي و ابتسامتي
.. تبدل حالي
انا الآن حزينة و متألمة